شَجرِة التُوت (قصة )

بسم الله الرحمن الرحيم

- أحمد يجلس يوميا تحت شجرة التوت والموجودة في حديقة منزله العتيق بيت جده لوالدته والبيت يضم كل أفراد اسرته اخيه الأكبر أكرم واخيه الأصغر محمد وأختيه وأمه وجدته لأمه تيتة ناهد شخص حالم جدا متفوق دراسياً حتى التحق بكلية عسكرية تتخصص في الشئون البحرية كان يجلس في حديقته وتحت شجرته في صمت هاديء لا يقطعه عليه دائما الا صوت خالته ولاء والتي كانت قريبة منه في السن وبينهم صداقة فوق الصداقة العادية كانت متفهمة له بكل تفاصيل حياته وهو أيضا يبادلها نفس التفاهم صرخت فيه كـ عادتها لما تجلس وحيدا يا صديقي لك عندي مفاجئة من العيار الثقيل نظر اليها احمد بتشوق وتحديق هاتي ما عندك ايتها الرقيقة الندية قالت وبكل حنية سوف تأتي لمدينتنا فتاة تونسية تعيش في فرنسا مع أبيها وهى أبنة زميلتي مدام عائشة مدرسة اللغة الفرنسية في المدرسة التي اعمل بها وسوف تأتي الى بلدنا للسياحة وتستغل مع والدتها أجازة نصف العام وقد طلبت مني والدتها أن أذهب معها الى المطار لأستقبال أبنتها وأنا سيارتي معطلة وفى ذهني وقع عليك الأختيار ياصديقي هنا قطع أحمد جدار صمته الداخلي ولحظات احلامه الوردية والتى كانت لا تفارقه حتى اثناء تدريباته العنيفة بكليته كان فى الصف الثالث ويبقي عام على تخرجه وكان ممتاز في كل شيء بشهادة مُعلميه جميعا وكانو يتراهنون على انه سيصبح ذو شأناً كبير.. هنا كان قرار أحمد بالموافقة الفورية وعلم من خالته موعد هبوط الطائرة وبدأ يجهز سيارته لهذه المهمة دون أن يعلم أن القدر سوف يخبيء له مستقبل مليء بالأشواك وذهب مع خالته وصديقتها وجذب جدا صديقة خالته بحديثه ولباقته بخفة دمه الواضحة مع سلوكه المهذب من خلال مزاحه مع خالته وأتت اللحظة والتي سوف يتبدل معها حاله كان له صديق يعمل بالمطار ووفر له الوصول الى سلم الطائرة لاستقبال الضيفة وبدأ سكان هذه الطائرة في الهبوط من خلال سلم معلق بها وهنا كانت اللحظة التي توقف عندها الزمن لبرهة وهى مشهد هبوط (جنة ) وعينيها تنظر الى ما حول محيط رؤيتها حتى أستقرت على وجه والدتها ومن معها وكان احمد يتفاعل مع المشهد وسهام من الدهشة ممزوجة بحنين يخترق كل مسامات قلبه وشعر بأنه يجرب الحب من النظرة الأولى هي من كنت اراها في أحلامي .. وبدأت رحلة العناق بين الأم ووالدتها وبين خالته والتى كانت تحدثت معها عبر الهاتف وتعرفها جيداً وهنا بدأ احمد يستعد لدوره فى سلام الأيدى والتقاء العيون جنة فتاة رائعة ممتلئة بحيوية كبيرة وجميلة الى حد كبير وتمتلك عينان ساحرتان ووجه ملائكي ووضح عليها خفة ظلها كل هذا يتابعه أحمد فى هدوءء دون ان يتخلى عن وقاره او أدبه حتى أتت اللحظة وهي لقاء العيون قبل ان تتلامس الأيدي وبدا مرحبا بها بأسمه وبأسم بلده وهنا قطعت خالته الحوار لنذهب من هنا الأن فطريقنا الى مدنيتنا الساحلية بعيد ولنكتسب وقت ثم ذهب الجميع الى السيارة وبدأ حركة السيارة فى اتجاهها الى حيث مدينتهم وفي السيارة كانت نظرات الأعجاب المتبادلة عبر مرئاة تنتصف السيارة وبدأ الحديث عن الحياة الفرنسية والثقافة الفرنسية حتى فاجئت الأم أحمد بمفاجئة زلزلت كيانه بطلبها منه ان يصحب ابنتها فى كل أركان البلد السياحية وهنا بدأ حلم أحمد يتحقق وأتت اليه فرصة كان يتمناها وطبعا لبي بالموافقة دون تردد وقال احنا طبعا فى الخدمة وهنا تدخلت الخالة ولاء في دعابة وقالت سبحان مغير الأحوال ده عمره ما كان بيوافق يخرجنا أشمعني جنة رد عليها بنفس طريقة الدعابة طيب وهو انتي في رقة جنة وجمال جنة و... وهنا قاطعته جنة وقالت بالفرنسية المنطوقة بالعربية ميرسي ... 
قالتها برقة لم يعهدها فى حياته خطفت قلبه بكلمة كان يسمعها الاف المرات دون أن تترك له صدي ثم بدأ يقترب من بيت مدام عائشة وبدا عليها انها تلاحظ علامات الأعجاب فى وجه أحمد ولكن تربية أحمد وأدبه الجم وعلاقة القرابة بصديقتها الوحيدة.. كان يطئن قلبها على ابنتها وودعهم أحمد وخالته لكي ترتاح الضيفة مع وعد بلقاء غدا بعد الخامسة عصراً وهنا قاطعته جنة وقالت هكذا موعدنا بعد أنتهاء اليوم أنا منتظراك فى السابعة صباحاً رد عليها بالموافقة وقال سوف اوصل خالتى وارجع أنام تحت البيت عندكم وهنا كان الفراق الأول وكانت عدد ساعات الفراق لا تتجاوز العشر ساعات الى انه كان اكبر فراق بينهما وبدأت خالته في تحذيره من اي تصرفات طائشة وكأنها لا تعرفه او تفعل ما عليها من تحذير وطمئنها أحمد بلمس خد خالته بيديه ليطمئنها أهدي شوية .






وبعد أن أقترب من منزل خالته أنطلق أحمد بسيارته ليحتضن شجرة التوت صديقته والتى تحفظ عنه كل أسراره ليبوح لها بما يشعر به من سعادة ويفرغ لديها ما يحمله في قلبه وأستقبلته الشجرة وكأنها تبتسم وتقول هاتِ ما عندك وكأنها متشوقة لمعرفة سبب فرحة قلبه وهنا كان حواره مع شجرة التوت 

احببتها ... عشقتها .. لم أعد احتمل صبراً فوق الـ ثمانية ساعات أرجوك ايها الزمن تحرك اليوم بسرعة حاول أن تسير ولو بسرعة مائة دقيقة فى الثانية لا أحتمل الفراق كان ينطلق وبشدة دون أن يعلم أن هذا الحب هو ما سوف يعصف به وبحياته وسيتوقف لديه الزمن ويمشي ببطء قد لا يحتمله احمد ولكن فالنعد لفرحة قلبه والتي لا توصف.. ثم ودع شجرة التوت بأبتسامة وتمني لها صباح جميلاً كانت تشكل لديه الصديقة الصادقة أو بمعني أدق تؤم روحة لأنه كان لجده طقوس غريبة كان عندما يولد ضيف جديدعلى العائلة يزرع مع شتلة صغيرة لشجرة صغيرة وهذه الشجرة ( شجرة التوت) هي تؤم أحمد لانها فى مثل عمره بالضبط وليكن فى نفس الساعة لميلاده وهنا كان سبب أرتباطه بها العتيق.. 

ودخل احمد غرفته دون ان يشاهد احد من أفراد اسرته مع انهم كانو ينتشروا فى بهو المنزل ولكنه لا يراهم هو في كوكب تاني فى عالم تاني وبدأ فى تغيير ملابسه ويتحدق لنفسه فى مرأته وكأنه يري نفسه لاول مرة وأعجبته وسامته وحاول بشتي الطرق ان ينام ولكن دون جدوي نظرات عيناها لا تريد ان تفارقه ولو للحظة يغفوا فيها ثم قام لصلاة الفجر لكي يتضرع الى الله بأن لا تأتي معهم غداً مدام عائشة .. وبدأت عقارب الساعة تشير الى السادسة صباحا هنا نهض أحمد فى سرعة غير عادية وبدأ يفعل فى نفسه بعد أن اغتسل وبعناية فائقة وغير معهودة كل ما هو يجعله جميلاً حتى يخبيء توتر ملامحه نتيجة عدم النوم ووصل اليها فى موعده وهو يكرر دعاء صلاة الفجر ( يا رب مدام عائشة ما تيجي معانا ) وأتصل برقم خالته لان المفاجئة قد انسته تبادل أرقام الهواتف وردت عليه خالته فى حدة خير يا حبيبي في ايه فقال لها ما هو سبب الأتصال وهنا نال قسطاً وافراً من التريقة لالتزامه بموعده وقالت له ربنا يستر.. ثم بدأ يطلب رقم مدام عائشة ولم يلبي احد نداء الهاتف وبدأ القلق يتسرب لقلبه وبدأ يهم بتكرار المحاولة فوجيء بهاتفه ينادي فلبي في سرعة غريبة كاد ان يسقط منه الهاتف وكانت المتصلة هي جنة وفى صوت حنون قالت بالعربية هلا هليت ما فهمها احمد قالها نعم قالت له وصلت فى بيتنا فقال لها نعم انا تحت البيت قالت دقيقة ونازلة وأغلقت الخط دون وداع او كلمة مع السلامة ودقيقة بـ الضبط وكانت على باب العقار وهنا أدار احمد محرك السيارة كانت ترتدي ملابس رياضية وشعرها مزموم بشكل رائع ويتشابك به قليلاً من الورود الصناعية وعينيها مطربة ايضا يبدو انها لم تنام ليلتها وهنا سألها أحمد هل ماما سوف تصاحبنا فهزت رأسها يميناً ويساراً وهنا وكأن احمد بيتلكك أنطلق بسرعة فسألته جنة لماذا تنطلق بهذه السرعة فرد عليها حتى لا تغير مامتك رأيها وهنا ضحكت البنوتة ضحكة جميلة وكأنها فهمت وكانت تريد هذا هي الأخرة وسألها احمد عن الأرق الواضح بجفونها فقالت ما نمت كويس وسألت وأنت فقال ما نمت أبداً لماذا كان في شيء شاغلك رد أشياء فهزت برأسها الى أسفل وهنا نظرت فى عينه وكأنها تراها للمرة الأولي وقالت الى أين ستذهب بي فقال الى الشمس وهى وقت الشروق حتى أقارن بينها وبين من تجلس أمامي وأعلم أن الشمس سيأتي عليها موعد الكسوف فنظرت بأندهاش هذا غزل رد لا انه حق قالت واين أنا من جمال الشمس وهي في كبد السماء وهى تشرق او تغرب رد انا لن أكتفي بالشمس لن نعود حتى يأتي القمر ليحاول أن يأخذ بثأرها منكِ واليوم هو منتصف الشهر العربي بأختصار هو في قمة تمامه وأيضا سوف يجر ورائه الهزيمة ويجعل اليوم أخر الشهر العربي ويختفي من أين أتيتي قالت دع لي فرصة حتى استنشق عطر كلماتك وكأنك كنت معي في ليلة أمس وتعلم بأني كنت أفكر فيك وهنا توقف بسيارته فى لحظة ونظر اليها أتصدقيني القول قالت وربي قال أذن فـ لتذهب النظارة الشمسية الى الجحيم انظري الى ملامح وجهي انا لم أغفو ولو لحظة ولم يفارقني طيفك .. قالت أحمد هذا هو أسمك قال نعم أنا أخشي لوعة الغرام وفراقه قال لها لن تذوقى لوعة الغرام ولن تفارقيني ما حييت فقط اعلني رغبتك ولن أدعك تذهبين عني أبداً فقالت وهل لهذا الحد رد واكثر أنتي كنت لي حتى السابعة صباحاً حلم وان بدا له ان يتحقق فلن أضّيعه وأحتضن يديها بيديه فى هدوءء وقال لها لا تخافي فقط أنتظري برهة من الوقت لتطمئني لما تشعرين به حتى تكوني فى رضا عن قلبك قالت له كام تبلغ من العمر قال لها قريب من العشرين وانتي قالت له قول أنت قال لها الثامنة عشر قالت وكام شهر وقضي~ معاً يوماً جميلاً كان عنون قصة حب جميلة ولكن ثمة يد من العنف تغلف هذا الحب وهاجس من الخوف يجتاحهم معاً وعادت الي بيتها وعاد هو الي شجرته لكي يطمئنها ووجد الشجرة وكأنها غير فرحة او تشعر بحالة غيرة تجتاحها المهم انه لن يتوقف عند شيء يغضبه فأقرأ شجرته السلام ودخل الى غرفته وبدأ يأخذ حمامه ويسلم على الجميع دون ان يري احد او يهتم لحديث أحد ثم فاجئة أنتفض على صوت تليفونه ينادي فأبتسم وكأن لا احد يعلم رقمه غيرها وذهب للتليفون فى فرحة عارمة ووجد خالته هى المتصل لتطئن وهنا نظر لشاشة الهاتف نظرة رخيمة وكأنه يكره المتصل ولكن تبعتها نظرة وكأنها المنقذ وقال لها خالتو أزيك يا خالتو انتى فى البيت لا تتحركي جايلك حالاً وهنا نادت هى عليه يا بنى انتظر طمني على البنت الاول كانت أنامله اسرع على زر غلق الخط
وذهب لخالته وبدأ يحكي لها كل ما حدث وهذا كان اول حديث لا يرويه لشجرته.
ثم بدأت خالته بعد ان علمت بكل صغيرة وكبيرة يعتلي وجها كثيرا من الغيوم وقالت فى خوف لكن احمد الموضوع شائك جدا ووالدتها سيدة متعصبة وتكره مصر جدا وتكره ايضا المصريين لا تنخدع بعلاقتي معها انا فقط اصادقها فى الله حتى لا أشعرها بغربتها ولكنها تمتلك عادات انا لا أفضلها فى من أصادق وأهمها انها لا تشعر ولا تتمني لبلدنا أي خيراً وهنا أندهش احمد من تلك المعلومات وقال لها وما العمل أضافت خالته [انها منفصلة او مطلقة من والد جنة وهي تعيش فى تونس وتعمل هنا بمصر ولكن جنة تعيش فى باريس مع أبيها.. قال لها وما العمل أنا لن اتخلي عن تلك الفتاه أبدا ولن ادعها ترحل دون ان يكون بيننا شيء مقدس وهنا بدأ القلق يتسرب للخالة ولاء وقالت يفعل الله ما يريد وهنا أخذت خالتي معي لمنزلنا لسفر زوجها خارج البلدة لكي تبييت عندنا وانا فى الطريق نادي تليفوني وكانت هى وهنا رق قلبي اليها وكأني لم أسمع شيء من معلومات خالتي وقولت في هدوء أزيك وحشتيني قالت احمد ماما نائمة تعالي خذني لا أستطيع أن اعيش لحظة دونك وهنا أ وصلت خالتي لبيتنا وطلبت منها أن تفاتح أمي في موضوع ارتباطي بهذه الفتاه حتى اعود وتخبرني خالتى برأي أمي والكلام على لسان أحمد ... ثم أنطلق بسيارته الي بيتها فوجدها واقفة منتظرة وتبدو حزينة وصعدت معه سيارته وأنطلقا الى أين تريدي أن تذهبين قالت الى أى مكان اجد فيه التنفس قال وما يمنع عنك التنفس قالت أمي.. تركّتك وخابرتها بأني أحُبك بأبتسم احمد وانتظر باقي الحديث قالت وما يجعلك تبتسم رد لانك تحبيني وهذا كفيل بأبتسامتي مدى عمري قالت دون غزل أمي حذرتني منك وطلبت مني أن لا أراك مرة أخرة وكأنها تحكم علي بالأعدام وهنا أبتسم مرة أخرى وعندها أبتسمت هي الاخرة وذهبت داخل حضنه وقالت انا لا أستطيع ان أبتعد عنك وانا احبك بكل ذرة فى كيانى فا أحتواها بقلبه قبل أحضانه وقال لها وانا أبتسم لانى لن اتركك ترحلين وابتسِم مرة اخرى لاننى لن أدع اى انسان على وجه الأرض ان يفرقنا دام أنتي تحبيني كُنت أظن بأن هذا شعور من طرف واحد سوف يأخذ وقته وينتهي مع أختفائك او انتهاء اجازتك برحيلك ولكني بعد أن قضيت ليلة البارحة وبعد ان تركتك اليوم تأكد لي بأنني لن أستطيع العيش بدونك وهنا أحتضنته بقوة وقالت وانا ايضا لن أتركك مهما كلفني الأمر حتى وأن كلفني حياتي.. وأنتهي اللقاء بينهم وعادت هى الى منزلها وعاد هو بعد ان اوصلها الى بيتها وكانت والدتها لا تزال نائمة وهنا تركتها وما غادرت حتى شاهدتها في شرفتها كما أتفقنا قبل أن تغادر السيارة.. وذهب أحمد سريعاً الى بيته عل خالته تكون قد قطعت نصف الطريق وأبلغت أمه بالأمر وفي مدخل البيت كانت شجرة التوت تقابله وكأنها تقول له لا تدخل الان انتظر ولكنه دخل فى عجالة دون حتى أن يقرأ شجرته السلام كعادته ودخل البيت وجده مثل قطعة من النار والدته تنهر خالته وتتهمها بأنها السبب وهنا تدخل أحمد يا أمي فالتهدئي قليلاً فردت في صرامة وأقسمت بأنها لن توافق أبداً على زواجه من أجنبية حتى وأن كانت أبنة رئيس جمهورية لاى بلد ومع القسم للمرء اللذي لم يتعود أن يقسم يصبح الموضوع صعب ولم ينم أحمد لليلة الثانية على التوالي وايضا لم تنم جنة هى الأخري وأشتعل القلب سريعا أعجاب ثم حب ثم ارتقاء الأرواح واتحادها كل هذا فى ليلة واحدة والليلة الاخرى دمار واختلاف فى الأفكار ورفض الأهل من الطرفين لهذا الأرتباط ماذا يحدث ثم دخل احمد غرفته وبدأ يطمئن على جنته عبر الهاتف فوجدها غارقة فى دموعها وتطلب منه ان يتركها وكأنه لم يراها وان ينساها فسألها عن السبب وخشي ان تكون قد تغيرت فجميع الأشياء اصبحت تتغير بسرعة البرق من حوله فقطعت عليه حيرته بأجابة وقالت وصلني تهديد من أبي عبر رسالة على تليفوني بخصوص الموضوع واضح ان والدتي قد تحدثت معه اثناء غيابي فقال لها وايه يعني أنتي بتحبيني فأجابت طبعا ولن استطيع ان اتنفس بعيداً عنك فقال لها يبقي كل شيء سهل وهنا بدأ دور أكرم الاخ الاكبر وجده احمد يطرق عليه باب غرفته ويطلب منه ان يتحدث معه رحب احمد على أمل أن يضمه فى صفه ووجد اكرم ينصحه بصرف النظر عن ما يغضب والدتهما حتى وان كان حب ونصحه بأن التهاب هذا الحب وسرعته لا يدل الا على انه حب مراهقة نتاج اعجاب شديد ولد كل هذا التماسك وطبعا لم يقتنع احمد واكرم كان شخصية ودودة ولا يجبر اي انسان على شيء لا يحبه وترك احمد فى غرفته وخرج يطمئن امه بأنه اقنع احمد وهذا طبعا لم يحدث وفى الساعة الثالثة فجراً أتت لاحمد فكرة مجنونة وهى الاتصال بـ جنة والاتفاق على ان يتقابلو فى الحال ووافقت جنة دون تفكير وخرج احمد مسرعا الى بيتها ولم يلقي ايضا التحية على شجرة التوت وكانت تكاد تبكي تلك الشجرة من هجره لها..
وتقابلو تحت منزل جنة وهنا كانت المفاجئة احمد طلب منها ان يفروا الى اي مكان بعيداً ويتزوجوا دون ارادة الجميع ويضعوا الجميع فى حالة أمر واقع ووافقت الفتاه دون تردد ثم أتصل احمد برقم صديقه كانت عائلته تمتلك بيتاً صغيراً بالقاهرة وطلب منه مفتاح هذا البيت ووصلوا الى القاهرة فجر اليوم الثانى دون ان ينام اى طرف منهم وكأنهم يرسمو خطوط المستقبل اليوم ويبدأ خطوط اليوم الجديد بتحدي عنيد وفظيع للأهل اولا وللجميع ثانيا ثم ذهب احمد الى البيت وكان فى منتهى التعب وطلبت منه جنة ان يحتضنها بقوة فرفض وقال لها بعد ان نتزوج يا ارق الناس قالت اريد احتوائك لا أريد الهبل الى فى دماغك فابتسم واحتضنها بقوة وأمتزج الاحتواء على قليلاً من الهبل الى كان في دماغه وأيضا تصرف لا يطمئن صاحبه حتى ينام فلا نوم حتى الان وصلت الساعة التاسعة صباحاً فأخذها في يده يبحثون عن مأذون يكتب لهم كتابهم ويريحهم فقط لكي يخلدوا في النوم فى ثبات وهنا فاجئهم السيد المأذون بمفاجئة لا يعلم مداها الى الله بأن لن يتمم لهم زيجة لأن الزوجة أجنية وعقد قرانها لا يتم الا فى القنصلية الخاصة بها وهنا نظروا الى بعضهم وفى نفس الحظة تتصل خالة احمد على هاتفه وكأن الهاتف يشعر بمصيبة أتية فرد أحمد وجد خالته تبكي بشدة احمد انت فين وجنة فين قولتلها في ايه قالت والدة جنة أبلغت الشرطة عن خطف ابنتها والشرطة داهمت بيتكم وقبضوا على اخيك اكرم وهو رهن الأعتقال الان قلت لها ومن دلها على عنوان منزلى قالت هى أبلغت الشرطة والشرطة ذهبت الى منزلى ولم يجدوني فا أعتطهم جارتي عنوان البيت هنا فأغلق احمد الخط في وجه خالته وأحتضن جنة وقال لها يجب أن نذهب الى السفارة فوراً هل تحملين جاوز سفرك فقالت نعم هو في حقيبة يدي وذهبوا مسرعين يتسائلون اين يقع عنوان السفارة حتى وجدوها ودخلوا مسرعين الى هناك كانت تحمل الجنسية الفرنسية والتونسية رفضت السفارة التونسية تزويجها دون ولي لانها يا لم تكمل عامها للاعتماد على النفس فتركنا هذه السفارة وذهبنا الي السفارة الفرنسية ووافقت على الزواج عندما علمت من أوراقها بأنها فرنسية مسلمة وسريعاً عادوا الى بلدتهم الساحلية مرة أخرى والى قسم البوليس مباشرةً وواجهنا الضابط المسؤل بأوراق السفارة وهى شهدت انها ذهبت معي بأردتها وبأنها ترغب في الزواج مني دون ضغط من اى انسان وانها فى كامل قواها العقلية وأفرجوا عن أكرم واللذي أعتزرت له وقابلني بأبتسامة رقيقة وكأنه يحييني على تصرفي ودفاعى عن حبي ولكن كان لقائي بأمي خارج اسوار قسم الشرطة صعب جدا فقد صفعتني على وجهي صفعة قوية وقالت انت والبنت دى لا يمكن ها تدخلوا بيتى طبعا والدتها كانت فى حالة هيستريا وجنة حاولت احتضانها واحتوائها ولكنها كانت مصدومة وفى اليوم التالي ذهبت لكل الاتجاهات حتى ترحل ابنتها من القاهرة ففشلت وطبعا بدأت مواجهة الحياة بالنسبالى وكان فاضل حوالى عشرة ايام على موعد الكلية حتى أستأنف الترم التانى طبعا اول شيء لازم أضحي بيه حتى تستقر حياتى وهى هذه السنة التعليمية.. وحاولت أن اتودد لأمي وأن أوسط لها من تحترمهم وتقدرهم ولكن دون جدوا فذهبت بزوجتى الى مدينة الأسكندرية وكنا فى عز الشتاء كان لدينا شالية للصيف سرق مفتاحه من غير علم امى اخي الأصغر محمد وقابلني بالقاهرة واعطاني أياه مع مبلغ مالى تبرع من خالتى واكرم طبعا دون علم أمي .
والكلام طبعا على لسان احمد..وهنا بدأت رحلة احمد بالشقاء ومعه فتاه تشبه الياسمينة وتملك من الحيوية الكثير وأتفقوا على ان يتحملوا هذا الوضع الى ان يأذن الله بتغيره وأستمر هذا الوضع حوالى ثمانية شهور كان يعمل احمد في اعمال منحطة لا تليق بمكانته ولكن ليوفر الحياة لجنة حتي جاء الخبر السعيد وهو حمل جنة فى الشهر الثالث وكان يوماً من أسعد أيام احمد والتى مر عليه كأنه يوم مولده هو وبدأ يحسب حسابته وأرسل لخالته لتبلغ امه بالوضع الجديد حتى يوفر لزوجته حياه كريمة ويعود لكليته بدأً من العام المقبل ولكن خالته بدأت بالتلميح ولكن كان الرفض هو الفائز دائما الى ان أتصلت ولاء بأحمد وأخبرته أن مدام عائشة تحاول أن تنهي عقدها مع المدرسة وتدبر أمراً وعليك أن تحزر فلم يعر أحمد الموضوع أى اهتمام وحتى عندما أخبر جنة كان الموضوع لا يهم الى أن عاد أحمد الى منزله عائداً من عمله فى يوم فلم يجد جنة فى المنزل جاب مدينة الأسكندرية يمين وشمال وشرق وغرب وجنوب فى كل الأتجاهات فص ملح وداب أكثر من خمسة أيام لم تظهر سأل في أقسام البوليس في المستشفيات كل مكان يستطيع منه ان يعرف خبراً عنها دون جدوي لم يعثر عليها أبدا ثم أتصل بخالته وسأل عن والدتها فقالت له انها أنهت عقدها منذ تاريخ اختفاء جنة وذهبت الي بلدها قالت طمئني على جنة كيف حالها فسقطت من يد أحمد سماعة الهاتف وكانت خالته تشعر بشيء وأن الخط لم يغلق فذهبت مسرعة الي أخيه وأمه تحكي لهم المكالمة وهنا صرخت امه وقالت أبني ماذا حدث وكأن قلب الأم كان هنا يحدثها كان أحمد فى حالة انهيار عصبي كامل وحالته صعبة جدا ولا يعلم ماذا يفعل ألى ان أتي اليه اهله وعندما رأي امه احتضنها بقوة وكأنه يشكوا اليها رحلة الغدر وتحتضنه امه بقوه وعندما يعلم الجميع بأنها كانت حامل قبل أختفائها يعتلي وجهه وجوم غريب ولا ينطقو تحسنت حالة أحمد الصحية وخرج من المستشفي على منزله وكان قد كون بعض الصداقات من خلال عمله بكافيتريا سياحية.. ورفض أحمد ان يعود الى بلدته معهم وطلب منها مهلة للبحث عن زوجته وجنينه وانه لن يعود الا بهم وهنا بدأت الرحلة الأصعب طبعا انه كان طالب بكلية عسكرية يعنى قانوناً ممنوع خروجه خارج البلد لاى بلد اخر وهنا طلب من اكرم اخيه ان يسافر الى تونس على بعض العناوين التي قد حدثته بها جنة وذهب اكرم اخيه ولكن دون جدوي ايضا ولم يعثر عليهم ولا حتى يأتي بأخبار عنهم وأختفاء جنة المفاجيء كان يقتل أحمد فى اليوم مائة مرة او يزيد الى ان قرر يعود الى بيته حتى يستريح من هذه الرحلة القصيرة فى الوقت الممتلئ بالأحداث والتى لا تحدث لشاب فى عمر الزهور وتتركه وهو كهلاً عجوز الا اننى ذهبت بكل حيويتي وعدت ببعض الشحوب والذبول فوق وجهي وملامحي وفى مدخل بيتنا أكتشفت شيء لم أرقبه طيلة عمرى وهو جفاف أوراق شجرة التوت وتحولها لليابسة وكأنها كانت تحزن لتؤمها.... ودخل أحمد بيته والكل يواسيه ويشعر به الا أمه تشعر شعور أخر وكأنها هي من تسببت فى قتل أبنها ألف مرة مع ان هذا الشعور للأم كان يقتل أحمد أيضا ويحاول أن يخرجها من حزنها وبدأ يسمع بنصائح كثيرة عن المستقبل وانه لابد وأن يعود ولم يسمع لأحد الا فى ليلة والقمر يضيء السماء خرج لحديقته وجلس فى نفس المكان تحت شجرة التوت وبدأ يحكي لها ما حدث في غيابه عنها وهنا توقف وتأمل في شيء فى منتهي الروعة وكأنها رسالة من الله وهى أن بدأت اوراق الشجرة تدب بها الحياة وتتخلى عن لونها اليابس الى لون أخضر قليلاً وكأن جعل الله موعد دخول الحياه داخل شريان الشجرة لتدب في الروح من جديد وأن أتعلم من الشجرة بأن بعد العسر يسر...تمت .........


ماجد غريب


15/9/2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.